من هو حسن الصباح؟

حسن الصباح هو داعي إسماعيلي بارز ومؤسس الدولة الإسماعيلية النزارية في القرون الوسطى المعروفة بالحشاشين، تلك الدعوة السرية الأكثر غموضً ، (وُلِد في قُم، منتصف أربعينيات القرن الرابع هـ/ خمسينيات القرن العاشر م، توفي في ألموت 518 هـ/ 1124 م).

يتوفر القليل من المعلومات عن الحياة المبكرة لحسن الصباح، الذي كان يشار إليه باسم سيدنا من قبل الإسماعيليين النزاريين المعاصرين.

ولد حسن الصباح بالري في إيران عام 430هـ/1039م، وقد ذكر بعض المؤرخين أنه ولد في مدينة قُم معقل الشيعة الاثني عشرية، ثم انتقلت عائلته إلى الري مركز نشاطات طائفة الإسماعيلية فاتخذ الطريقة الإسماعيلية الفاطمية وعمره 17 سنة.

حسن الصباح هو شخصية تاريخية ومؤسس طائفة الحشاشين و زعيم قلعة أَلَموت في بلاد فارس شملت دعوة حسن الصباح يزد وكرمان وطبرستان ودامغان وولايات أخرى من إيران لم يدخل في عدادها مدينة الري؛ لأنه كان يتجنبها اتقاء لشر الوزير نظام الملك الطوسي.

و قلعة آلموت، قزوين، إيران، كانت في السابق قلعة للحشاشين (المعروفين أيضًا باسم الإسماعيليين النزاريين) قبل تدميرهم على يد المغول في خمسينيات القرن الثاني عشر الميلادي.

ماهي طائفة الحشاشين؟

الحشاشون (ويعرفون أيضًا باسم الإسماعيليين النزاريين)، كانوا مجموعة مهرطقة من المسلمين الشيعة الذين كانوا أقوياء في بلاد فارس وسوريا منذ القرن الحادي عشر الميلادي حتى هزيمتهم على يد المغول في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي.

كانوا الحشاشين يعيشون في قلاعهم المحصنة الواقعة على قمة التلال، واشتهروا باستراتيجيتهم المتمثلة في استهداف شخصيات المعارضة وقتلهم، عادةً في فرق تحمل السكاكين.

عُرفت المجموعة باسم “الحشاشين” من قبل أعدائهم في إشارة إلى استخدامهم للحشيش، و”القاتل” هو تحريف للكلمة العربية “هاسيسي” (“آكل الحشيش”)، وبالتالي أصبح الاسم منذ ذلك الحين مرتبطًا بأسلوبهم الرئيسي. العمل، فعل القتل لأغراض سياسية أو دينية. ويستمر الإسماعيليون النزاريون في الوجود كفرع من الإسلام إلى اليوم.

ربما كان استخدام القتلة للمخدرات مجرد وسيلة لأعدائهم لتشويه قدراتهم غير العادية واستعدادهم للموت من أجل قضيتهم. وبدلاً من ذلك، ربما لم يستخدموا أبدًا أيًا من هذه المنشطات وكانت سمعتهم كمتعاطين للمخدرات مجرد شيطنة خيالية أو عذر مخترع لمعدل نجاحهم المرتفع بشكل غير طبيعي في قتل الناس وعدم فعالية أي شخص تقريبًا في إيقافهم.

كان اول ظهور لطائفة الحشاشين في قلعة أَلَموت في بلاد فارس بالتحديد في جنوب غرب بحر قزوين منذ عام 483هـ/1090م- عاملاً كبيرًا من عوامل القضاء على السلاجقة وإضعاف العباسيين فضلا عن خطرهم الداهم الذي استمر يصارع القوى السنية المحيطة بهم مثل الزنكيين والأيوبيين والخوارزميين، فضلاً عن الغارات الكبيرة التي كانت تقوم بها هذه المجموعات على المناطق المحيطة والتي كان يسكنها على الأغلب السكان المسلمون السنة.

أقام الإسماعيليون النزاريون، الذين قادهم في البداية مبشر من مصر، حسن بن الصباح (حوالي 1048-1124 م)، قواعد في إيران وشكلوا مجتمعاً سياسياً-دينياً جديداً يشبه إلى حد كبير الرهبانيات الأوروبية لفرسان العصور الوسطى. تم تعليم الأعضاء وتدريبهم وبدءهم، ثم تم تصنيفهم وفقًا لمعرفتهم وموثوقيتهم وشجاعتهم. أقسم جميع الأعضاء على الطاعة المطلقة والولاء لقائد النظام.

نمت الطائفة وتمكنت في النهاية من الاستحواذ على سلسلة من القلاع على قمم التلال بين عامي 1130 و1151 م. وكانت توجد العديد من المعاقل في شمال سوريا في منطقة جبل الأنصارية، التي كانت آنذاك منطقة حدودية مع الدول الصليبية السورية. وشملت هذه الاستحواذات مدينة مصياف المحصنة في وادي العاصي في سوريا، والتي تم الاستيلاء عليها ج. 1141 م، والتي أصبحت فعلياً العاصمة النزارية لـ “دويلة” حشاشين في سوريا.

فشل الحملة الصليبية الثانية (1147-1149م) في استعادة الرها من سيطرة المسلمين وتدمير جيشين بقيادة الملك الألماني كونراد الثالث (حكم 1138-1152م) ولويس السابع ملك فرنسا (حكم 1137م) -1180 م) سمح للإسماعيليين النزاريين بالبقاء دون منازع في شمال سوريا حتى لو كانوا يدفعون الجزية أحياناً للدول الصليبية للحفاظ على عزلتهم أو حتى دعمهم في الحروب ضد المسلمين السنة في المنطقة.

وفي القرن الثالث عشر الميلادي، انتشرت الطائفة وظهر الإسماعيليون النزاريون في مصر وسوريا واليمن وجنوب العراق وجنوب غرب إيران (خوزستان) وأفغانستان، على الرغم من أنهم ظلوا معزولين بشكل أساسي عن أعدائهم وعن بعضهم البعض، ولكن على الأقل بشكل جيد. محميين في قلاعهم المنيعة. ومع ذلك، انتشرت الشائعات عن وجودهم، وأصبح زعيم طائفتهم معروفًا لدى الغرب عن طريق الصليبيين باسم “شيخ الجبل”. وارتبط هذا اللقب بشكل خاص بالشيخ رشيد الدين سنان (حكم 1169-1193م).