حسيبة بن بوعلي إحدى نساء الجزائر الخالدات اللائي سطرن أروع الأمثلة في التضحية والفداء في سيبل تحرير الوطن، رغم عمرها القصير فقد ذاع صيتها ورسخ ذكرها خالدا.
حسيبة بن بوعلي هي مناضلة جزائرية لعبت دور هام في اشعال فتيل الثورة في الجزائر العاصمة وهي رمز من رموز الثورة الجزائرية وواحدة من أيقونات مقاومتها، وشهيدة من المليون ونصف مليون شهيد في سبيل استقلال الوطن وحرية الشعب ودحر الاحتلال الفرنسي.
تعد إحدى فتيات الجزائر اللواتي آثرن مشاركة أخيهن الرجل في ملحمة الكفاح، فكن السند والمدد والعطاء والعنفوان الذي لا ينفذ، فما كان من التاريخ إلا انحنى لعظمهتن واحتفظ ببطولاتهن في سجلاته الذهبية التي لطالما زخرت بها الجزائر.
ولدت حسيبة بن بوعلي في ال 18 من جانفي سنة 1938 ببلدية سنجاس ولاية الأصنام (الشلف حاليا) لعائلة عريقة وميسورة الحال، فقد كان والدها عبد القادر من أعيان المنطقة المتعلمين والمناصرين للقضية الوطنية، وكانت والدتها لويزة آيت سعدي امرأة مثقفة ومحبة للعمل الخيري.
التحقت حسيبة بالمدرسة الفرنسية في مسقط رأسها، ودرست هناك إلى أن بلغت 9 سنوات قبل أن تلتحق بالجزائر العاصمة وتواصل مسارها التعليمي.

انضمت إلى ثانوية عمر راسم (حاليا)، وامتازت بذكائها الحاد، ومن خلال رحلاتها داخل الوطن ضمن صفوف الكشافة الجزائرية، اطلعت على أوضاع الشعب السيئة.
انضمت إلى صفوف الثورة التحريرية وهي في سن السابعة عشر، لكن نشاطها الفعال برز سنة 1956، حين أصبحت عنصرا نشيطا في فوج الفدائيين المكلفين بصنع ونقل القنا..بل، واستغلت وظيفتها بمستشفى “مصطفى باشا” للحصول على مواد كيمياوية تساعد على صنع المتف..جرات، وكان لها رفقة زملائها دور كبير في إشعال فتيل معركة الجزائر، خاصة بعد التحاقها نهائيا بالمجاهدين في حي القصبة، ومغادرتها البيت العائلي نهائيا في أكتوبر 1956، بعد اكتشاف أمرها، واصلت نضالها بتفان إلى أن تم التعرف على مكان اختفائها من طرف قوات العدو، التي حاصرت المكان، وأمام رفض حسيبة وزملائها تسليم أنفسهم، قام الجيش الفرنسي بنس.ف المبنى بمن فيه، حيث كان يأويها رفقة علي لابوانت ومحمود بوحميدي وعمر الصغير، يوم 8 أكتوبر 1957، وقد كانت رفقة زملائها رمزا للتضحية بالغالي والنفيس من أجل حرية الوطن.
صفات حسيبة بن بوعلي المعنوية والمادية
تُوصف حسيبة بوعلي ببكونها فتاة نحيفة لديها قدرة خارقة على التحمل و التأقلم رغم نشأتها في عائلة بورجوازية . لقد كانت فتاة متماسكة و تعرف ما تريد و لكنها تبقى فتاة شابة للغاية، فهي فتاة جد رومانسية و مثالية كانت عيون حسيبة زرقاء كانت فتاة جميلة بجسد متناسق شعرها أشقر و كانت تصبغه بالحناء ليميل الى الإحمرار.
ألقاب حسيبة بن بو علي
وأُطلق على حسيبة بن بو علي ألقاب كثيرة، منها زهرة المقاومة، و la benjamine وتعني بالعربية صغيرة العائلة. وربما أطلق عليها هذا اللقب لأنها كانت الأصغر بين رفاقها الفدائيين.
GIPHY App Key not set. Please check settings